هل فكرت قبل كده لو في كون تاني موازى لكوننا؟.. أو يمكن في لحظة حسيت إنك عايش أكتر من حياة في نفس الوقت؟.. هل العوالم اللي بنشوفها هي الوحيدة اللي موجودة؟..
ولا في عوالم تانية موجودة حوالينا لكن مش قادرين نشوفها؟ الأسئلة دي وأكتر بتطرحها نظرية العوالم الموازية اللي لسه محيرة الناس، واللي كانت محور اهتمام العلماء والفلاسفة من زمان..
فكرة العوالم الموازية بتعتمد على إن في أكوان تانية موجودة جنب كوننا، لكن احنا مش قادرين نراها أو نفهمها.. والنظرية دي مش مجرد خيال علمي، لكن فيها حاجات علمية وفلسفية معقدة مرتبطة بـ الميتافيزيقا والزمن والوعي..
العوالم الموازية..
يمكن العوالم الموازية تكون فكرة غريبة، بس مش جديدة.. في العصور القديمة كانت الأساطير بتتكلم عن أكوان تانية موجودة جنب عالم البشر، وكانت بتقول إن الأرواح بتعيش أو بتسافر بين العوالم دي..
ومع تقدم العلم، بدأت الفكرة دي تدخل في مجال الفيزياء والفلسفة..
وفيه علماء بيقولوا إن في أكوان تانية بتتوازى مع عالمنا، وإنه ممكن القوانين بتاعتها تكون مختلفة عن قوانين عالمنا اللي نعرفه..
واحدة من النظريات الشهيرة هي نظرية الأوتار. بتقول إن الكون كله مكون من أوتار صغيرة جدًا بتهتز بطريقة معينة، وهذه الأوتار ممكن تخلق أكوان تانية. الأكوان دي ممكن تكون شبه عالمنا، أو ممكن تكون مختلفة تمامًا في قوانينها..
الميتافيزيقا والعوالم الموازية..
الميتافيزيقا هي فرع من الفلسفة بيدرس طبيعة الوجود والواقع..
هل كل حاجة بنشوفها هي الحقيقة الوحيدة؟ وهل في حاجة تانية أبعد من الواقع اللي احنا شايفينه؟ العوالم الموازية، من وجهة نظر الميتافيزيقا، ممكن تكون أكوان تانية بتعكس حقائق مختلفة في نفس الوقت..
ممكن نكون عايشين في أكتر من واقع، أو يمكن إحنا جزء من وعي جماعي موجود في أكوان متعددة..
رينيه ديكارت كان من الفلاسفة اللي قالوا إن ممكن العقول تتداخل مع بعض، وإنه ممكن نكون مجرد “أحلام” أو مجرد انعكاسات لواقع تاني..
هل إحنا عايشين في واقع واحد؟ ولا في أكوان تانية موازية بتتأثر فينا وبنتأثر فيها؟ دي أسئلة مش سهلة..
النظريات الحديثة حول العوالم الموازية..
رغم إن فكرة العوالم الموازية بتبدو غريبة، إلا إن في علماء وفلاسفة لسه بيؤمنوا بيها..
نظرية الأكوان المتعددة، اللي اقترحها الفيزيائي هيو إيفريت في الخمسينيات، بتقول إن الكون بيتفرع كلما بيحصل حدث مهم أو قرار مش حاسم، وكل فرع بيكون كون موازٍ بيمثل احتمالات تانية..
ستيفن هوكينغ برضه كان ليه رأي في الموضوع ده..
في كتابه “موجز تاريخ الزمن”، قال إن الأكوان المتعددة ممكن تكون موجودة فعلاً، وإن قوانين الفيزياء ممكن تكون مختلفة في كل كون..
وعلى الرغم من إن معظم النظريات دي لسه فرضيات علمية، إلا إن العلماء شغالين دلوقتي على طرق عشان يثبتوا أو ينفوا الأفكار دي..
هل ممكن نسافر بين العوالم الموازية؟
واحدة من أكتر الأسئلة المثيرة في الموضوع هي: هل ممكن نسافر بين العوالم الموازية؟ بعض النظريات الفيزيائية، زي الثقوب الدودية، بتقول إن ممكن ننتقل عبر فضاء وزمان مختلفين..
وفي الخيال العلمي، بنشوف أفلام بتتكلم عن السفر بين العوالم دي، وبتوري شخصيات بتتنقل بين أكوان مختلفة عن طريق بوابات أو أجهزة معقدة..
لكن في الواقع، الموضوع ده لسه بعيد عن التحقيق.. العلماء لسه مش قادرين يحققوا ده في الحقيقة..
الوعي والعوالم الموازية..
في النهاية، بنرجع للسؤال الفلسفي المهم: إيه هو الوعي؟ هل هو مجرد انعكاس للدماغ؟ ولا هو قوة موجودة في كل مكان، بتتداخل مع العوالم الموازية؟ بعض الفلاسفة بيشوفوا إن الوعي ممكن يكون العامل الأساسي اللي بيربط بين الأكوان دي، وإن الإنسان ممكن يكون عنده وعي في أكوان متعددة في نفس الوقت..
لو الوعي ده فعلاً بيأثر في الأكوان التانية، هل ممكن نكون عايشين حياة تانية في كون موازٍ؟ هل حياتنا دي مجرد جزء صغير من أكوان تانية؟ أفكار زي دي بتفتح أبواب كبيرة للتفكير العميق..
هل إحنا فعلاً في عالم واحد؟
العوالم الموازية والتفكير الميتافيزيقي لسه بيحيروا العلماء والفلاسفة..
الأكوان التانية ممكن تكون موجودة حوالينا، بس هل ده معناه إنها مش مرئية لينا؟ هل هتيجي يوم نقدر نكتشف فيها طريقة للسفر بين الأكوان دي؟ السؤال لسه مفتوح، والبحث مستمر..