أسطورة الشيطان في الفن!!

في قلب القصر الملكي.. الزمن والتاريخ بيلتقوا.. 

انفتحت الستارة عن لوحة غامضة بتحكي أسرار مكنتش معروفة..

الألوان كانت زاهية في اللوحة.. لكن الأحمر كان هو اللي طاغي.. وكأنّه مخبّي قصص من الماضي..

الناس همسوا مع بعض.. وعيونهم كانت بتدقق في التفاصيل.. 

وكأنهم بيدوروا على إجابات لأسئلة بتدور في دماغهم.. 

هل هي مجرد لوحة عادية، ولا فيها رسالة من عصور فاتت؟

اللوحة الدموية

في قاعة قديمة.. مكان ما الأسطورة بتلتقي بالواقع..

في زوايا قصر باكينجهام..

بتتعرض لوحة.. طولها 8.5 متر وعرضها 6.5 متر..

رسمها الفنان البريطاني جوناثان يو.. اللي معروف إنه رسم شخصيات بارزة طول مشواره الفني..

من بين أعماله.. 

كان فيه رسم لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والممثلة الكبيرة نيكول كيدمان.. 

وكمان الناشطة ملالا يوسفزاي اللي كافحت من أجل التعليم..

كل شخصية رسمها كانت بتحكي قصة.. بس اللوحة دي تحديدًا كانت غريبة..

كان فيها حاجة مختلفة.. وكأنها بتمس أعماق التاريخ والحكايات اللي عشناها..

سر اللوحة

لوحة الملك تشارلز الأول.. 

اللي كان فيها الأحمر الدموي طاغي..

والملك متصور وهو لابس الزي العسكري الويلزي وبيده سيف..

ومعاه فراشة تحوم حوالين كتفه..

بدأت الناس على السوشيال ميديا وقتها تركز و تدقق في كل تفصيلة في اللوحة.. 

لحد ما قدروا يوصلوا ان اللوحة فيها صورة الشيطان!! بعضهم وصفها بأنها عمل فني شيطاني وكأنها بتمثل حاجة مظلمة..

الكل كان مشغول ومحتار و بيسأل هل هي مجرد لوحة ولا فيها أسرار أكتر من كده؟

غضب الجمهور 

رواد السوشيال ميديا ماترددوش في إلقاء اللوم على الرسام.. وادعوا إنه صور الشيطان في كل ضربة فرشة..

واحد من النقاد علق وقال إن اللون ده هو رمز لذكريات دموية موجود في أروقة الإمبراطورية البريطانية وعائلة الملك تشارلز الثالث..

وكأن الزمن بيعيد نفسه في ألوان ما تتنسيش..

في حوار مع الناقد الفني في صحيفة “The Londonist”، تايش خان..

قال إن الانتقادات اللي سقطت على اللوحة مافاجأتهش.. واعتبر إن اللون الأحمر الطاغي فيها هو تلميح للماضي الدموي والاستعماري للعائلة المالكة البريطانية.. 

خان وضح إن الناس مش صعب عليهم يربطوا اللون الدموي بتاريخ العائلة اللي مليان حكايات دمويه..

أما الفنان جوناثان يو، فكان له رد خاص على الانتقادات.. في حديثه مع صحيفة “The Sunday Times”..

قال إنه الملك مافكرش يزعل من الانقسام والجدل حول لوحته، بالعكس.. 

كان مستمتع بالنظريات الغريبة اللي اتحكت عنها..

ضحك وهو يحكي إن ابنته الصغيرة، اللي عندها 17 سنة.. مشغولة جدًا بعرض التعليقات المجنونة على “تيك توك”.. وكأنها عايشة أجمل أيام حياتها بسبب الاتهامات اللي تقول إنه هو من “عبدة الشيطان” و “الماسونيين”..

كأنها قصة تانية من قصص الدراما والفن، مليانة تشويق وغموض..

طبعًا لوحة الملك تشارلز مش أول لوحة يتذكر فيها الشيطان.. 

لوحة “الكاردينال بوفورت”

من أكتر من 230 سنة.. في لوحة اترسمت .. 

اسمها لوحة “وفاة الكاردينال بوفورت”..

 بتحكي مشهد من مسرحية شكسبير “هنري السادس” الجزء الثاني.. فيها الفنان صوّر اللحظات الأخيرة من حياة الكاردينال، والملك كان حاضر في اللحظة دي..

لكن المفاجأة كانت في شخصية تانية كانت شاهدة.. وهو “الوحش”.. أو بالأحرى روح شريرة.. أو شيطان.. الوحش ده كان عنده أنياب وملامح مخيفة.. وظهر مخفي تحت طبقات من الطلاء والورنيش..

اللوحة اتعملت لمعرض “شكسبير” في لندن.. اتعرضت لترميمات كتير على مر قرنين.. وده خلا ملامح الصورة المشؤومة تختفي شويّة شويّة.. وكان شكل “الوحش” فوق رأس بوفورت المحتضر..

النقاد لما شافوا اللوحة، اتخذوا موقف سلبي من تصوير رينولدز للروح الشريرة.. وطلبوا إنه يشيلها، لكن الفنان كان مصمم على إنه يخليها زي ما هي..

وبيتقال إنهم طلعوا صورة الشيطان بعد ما توفى الرسام.. وشارك في العملية دي ناس كتير.. 

لأنه كان فيه قواعد فنية في الوقت ده ما كانتش بتقبل تجسيد شخصية شعرية بشكل شيطاني..

وكأن اللوحة فيها قصة معقدة بين الفن والممنوع..

 لوحة “ميخائيل يهزم الشيطان”

اللوحة التالتة اللي اترسم فيها الشيطان بشكل مباشر وكان عليها جدل كبير جدا جدا.. 

لوحة الشيطان جيوفاني.. خدت شهرة كبيرة في الأيام اللي فاتت.. وده لأنها من رسم الفنان الإيطالي المعروف جيوفاني جاسبارو..

في اللوحة، جيوفاني صور لحظة انتصار رئيس الملائكة ميخائيل على أحد الشياطين..

اللوحة دي تعتبر عمل خيالي.. جيوفاني أبدع فيها من حوالي 30 سنة..

وفي التقرير ده، هنعرض لكم أبرز المعلومات عن اللوحة والرسام، زي ما ذكر موقع “galleriarusso”.

في سبتمبر 2020.. حساب جيوفاني جاسبارو على إنستجرام نشر صورة للوحة.. وكان مكتوب عليها إن رئيس الملائكة ميخائيل بيهزم الشيطان.. اللوحة اتعملت باستخدام ألوان الزيت على قماش، بمقاس 80 × 60 سم.. كأنها بتحكي قصة انتصار الخير على الشر في لمسة فنية مبهرة. 

وفي النهاية..

تجسيد الشيطان في لوحات الفنانين مش مجرد تعبير عن الشر أو الخطر.. 

لكنه كمان دعوة للتفكير في طبيعة الخير والشر داخلنا.. الرسام بيدينا لمحة عن الصراع الأزلي بين النور والظلام، وكأنهم بيقولوا لنا إن كل شخص فينا عنده جوانب مختلفة.. 

تفتكر ان الشيطان في الفن هو مجرد رمز؟ ولا فيه رسالة أعمق من كدا؟؟