من زمان..
الإنسان كان يعرف القرابين في ثقافات كتير حول العالم..
و في مصر، القرابين ليها تاريخ طويل، سواء في الديانات القديمة أو الحديثة..
و عرف إنه لازم يقدم حاجات غالية علشان يرضي الإله..
وكان كمان بيجهز الميت للعالم التاني..
من ضمن الحاجات اللي كانت بتتقدم القرابين الحيوانية.. سواء للميت أو لقوى أعلى..
وكان الهدف منها خصوبة الأنواع الحيوانية..
وكمان كان فيه قرابين بشرية قبل التاريخ، وغالباً كانت من النساء والأطفال..
تنوعت القرابين عبر تاريخ الإنسان باختلاف الحضارات والثقافات الدينية المنتشرة في كل مكان..
هي مش بس مجرد تقديم أشياء مادية، لكن كمان تعبير عن الشكر والامتنان أو حتى طلب الحماية والبركة..
بداية تطور فكرة القرابين..
من أول الأحداث اللي حصلت في العالم، حسب الرواية الدينية، كان فيه هابيل وقابيل، اللي قدموا أول قربان معروف..
هابيل كان عنده أغنام وقدم قربان من ماشية سمينة، أما قابيل فكان مزارع، وقدم حزمة من الزرع الرديء واحتفظ بالزرع الجيد لنفسه..
فأنزل الله نار فأكلت قربان هابيل كعلامة على قبوله، وفضل قربان قابيل كما هو، وبسبب كده، قابيل قتل أخوه هابيل..
الحضارات القديمة زي السومرية والبابلية والفينيقية واليونانية والرومانية وحتى المصرية القديمة، كانت تعرف القرابين..
كانوا بيقدموها لأسباب مختلفة، زي إرضاء الآلهة لتجنب غضبها، أو الوفاء بالنذور، أو الشكر على النعم، أو طلب الغفران، أو لمباركة الماشية والمزروعات والعائلة..
وتنوعت القرابين بين النباتية والحيوانية وأحيانًا بشرية..
القرابين البشرية
ويل ديورانت في كتابه “قصة الحضارة” قال إن الإنسان القديم في أوقات الحاجة وشح الطعام لجأ لأكل أخوه الإنسان واعتبر لحم البشر من أطايب الطعام..
الفكرة دي استمرت مع القبائل اللي بتاكل لحوم البشر..
بما إن القرابين كانت في أبسط أشكالها طعام للآلهة، فكانوا شايفين إن أفضل حاجة يقدموها للإله هي الإنسان نفسه، اللي يعتبر أعلى مرتبة في الأضاحي..
ولأن الطقوس الدينية بتستمر لسنين طويلة حتى بعد ما تتغير العادات، فضل مفهوم الأضحية البشرية مرتبط بالأضحية الحيوانية رغم إن البشر كفوا عن أكل بعضهم..
القرابين الحيوانية
كانت القرابين الحيوانية بتتقدم للآلهة، إما بحرقها بالكامل.. وده اللي اتسمى في اليونانية القديمة (الحرق الكامل)..
أو بحرق جزء منها مع الاحتفاظ أو التبرع بجزء من الأضحية..
حسب الباحث رضا الأبيض، القرابين الحيوانية كانت أكثر الأنواع شيوعاً، وأهم الحيوانات اللي كان الإنسان بيقرب بها للإله كانت الخراف.
و كانت القرابين الحيوانية هي الطريقة الوحيدة لنجاتهم من الموت..
لكن بعد كده توسع المفهوم، وبقى كل عمل يحتاج لقربان، سواء ولادة مولود أو الشفاء من مرض أو حتى الوفاء للآلهة، وحتى الموت كان ليه قربان..
القرابين النباتية
في العصور القديمة، كان الإنسان يعتقد إن الآلهة هي اللي تمتلك الأرض والحقول.. ولما يقدّموا لها قرابين نباتية، كانوا بيؤدوا واجب ديني..
في بلاد ما بين النهرين، كان الساميون بيقدّموا أنواع مختلفة من الأطعمة زي الخضروات والفواكه. والعرب كمان كانوا يقدموا قرابين نباتية لألهتهم..
وكانت تتمثل في بواكير المحاصيل والنخيل.
وبحسب نفس الدراسة، كان بعض العرب، خصوصاً أهل المدر والحرث، لما يحرثوا الأرض أو يغرسوا غرس، يخطوا خط في النص ويقولوا إن الجزء اللي تحت الخط للآلهة..
التماثيل أو الدمى
مع مرور الوقت.. بدأ الناس يستغنوا عن تقديم القرابين، وصارت الدمى بديلة عن القرابين البشرية والحيوانية. السومريون والساميون في بلاد ما بين النهرين عرفوا الظاهرة دي، المعروفة بظاهرة البدل.. فمثلاً تموز الإله، كان بديل عن صعود الخصب بعد موته، شرط إنه يتم إرسال تموز ليمثلها..
العرب كمان كانوا يستخدموا التماثيل كقرابين، وإذا كان القربان بشري كان التمثال بشكل إنسان، وإذا حيواني كان بشكل حيوان..
عودة نوستا الأميرة ..
تم إعادة مومياء عمرها 500 سنة لفتاة إنكا إلى بوليفيا بعد حوالي 129 سنة من ما تبرعت بيها لمتحف جامعة ولاية ميشيجان. وذكر مسئول إنها المرة الأولى اللي تتعاد فيها بقايا بشرية ذات أهمية أثرية لجبال الأنديز.
المومياء المعروفة باسم “نوستا”، اللي معناها “الأميرة” بلغة الكيشوا، أذهلت الكثيرين بسبب حالتها الممتازة، حيث جدائلها السوداء لسه محافظة على رونقها، حسبما قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
الخبراء بيقولوا إن المومياء جات من منطقة في مرتفعات الأنديز قرب لاباز خلال السنوات الأخيرة من حضارة الإنكا.
القرابين ليها مكانة كبيرة في ثقافاتنا وعاداتنا..
هي مش بس طقوس، لكن كمان رمز للتواصل مع الروحانيات والمعتقدات..
كل واحد بيقدم قرابين حسب إيمانه ورؤيته..
عشان فالنهاية الأمر كله بيرجع لإيماننا وحبنا للمشاركة والعطاء..
انت بقى قولنا ايه فكرتك عن موضوع القرابين دا.. وهل متفق معاه دينيًا واجتماعيًا ولا لأ؟