كارثة ومأساة البالونات..

ظاهرة طيران البالونات في السماء هي من العادات اللي دايمًا بنشوفها في كل الاحتفالات والمهرجانات والمناسبات العامة..

لكن هل كنتم تتوقعوا إن البالونات دي ممكن تسبب كارثة وتحول الفرح لـ حزن وبكاء؟ الحقيقة إن ده حصل بالفعل..

جمعية “يونايتد واي” في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية قررت تنظم حملة لجمع التبرعات وفي نفس الوقت تحطم الرقم القياسي العالمي لأكبر إطلاق متزامن للبالونات..

بداية الكارثة..

في صباح يوم 27 سبتمبر 1986، اتجمع 2500 طالب ومتطوع عشان ينفخوا مليون ونص بالون بغاز الهيليوم في ربع شمالي غربي من ساحة المنطقة..

 وغطوا أغلب المساحة بشبكة عملاقة بلاستيكية عشان يمنعوا البالونات من الطيران بعيدًا عن ساحة العمل من ناحية، و لجعلها كتلة واحدة عشان تبهر الجمهور من ناحية تانية..

في الساعة 1:00 بالضبط، فكوا الشبكة عشان يطلقوا الكتلة الضخمة و دي من البالونات في السماء، و ده خلى المتفرجين ينبهروا ويستمتعوا..

اليوم المشؤوم..

المنظر كان خلاب، لكن اللي حصل بعد فترة قصيرة كان بعيد تمامًا عن التوقعات..

في اليوم المشؤوم ده، كانت السماء ملبدة بالغيوم والرياح شمالية، وكان في توقعات بعاصفة مطرية، وده طبعًا مش طقس مناسب لإطلاق البالونات..

عشان كده، قررت الجمعية اطلاق البالونات بدري عشان تتجنب العاصفة..

لكن المطر بدأ ينزل بسرعة ودفع البالونات لتحت، وده خلى الساحات والشوارع والممرات المائية تتغطى بالبالونات بشكل كامل..

بعد شوية، غطت البالونات بحيرة أيري، وده عطل عمل خفر السواحل اللي كانوا بيحاولوا يدوروا على اتنين رجالة كانوا واقعين من قاربهم..

وبسبب الزحمة الشديدة للبالونات في البحيرة، ما قدرش الخفر يلاقوا الرجال، ولقيت جثتهم على الشاطئ بعد كده..

 بسبب الحادث ده، قاضت زوجات الرجال الغرقى جمعية “يونايتد واي” المسؤولة عن اللي حصل..

المشاكل ما وقفتش عند هنا، البالونات كمان خلت السماء مش صافية خالص، وده اضطر إدارة مطار “بورك لاكيفرونت” تقفل المدرج بتاعها لمدة 30 دقيقة، وده عطل حركة الطيران بالكامل..

الكوارث الناتجة عن الحادثة

كمان.. سيدة من مقاطعة “مادينا” رفعت قضية ضد الجمعية..

 بتقول إن الكتلة الكبيرة من البالونات أخافت أحصنتها العربية الأصيلة وسببت لها إصابات بسبب هيجانها من المنظر الغريب ده في السماء..

و بالإضافة لكل ده، حصل حادثين مرور، واحد منهم قال إنه ما كانش يقصد الحادث، وبرر إنه كان بيحاول يتفادى عاصفة البالونات متعددة الألوان اللي غزت الطرقات، وده خلاه يخرج عن المسار..

والتاني برر الحادث بتاعه إنه ماقدرش يركز وهو سايق عشان كان شايف البالونات وهي بتطفو في السماء وتسقط واحدة ورا التانية على الأرض..

ونتيجة الكارثة دي، اللي أدت لسقوط ضحايا و حوادث سير وتوقف حركة الطيران، أنفقت جمعية “يونايتد واي” 500,000 دولار لتنظيم الحدث، لكنهم خسروا ملايين في محاولاتهم لتسوية الدعاوى القضائية اللي اترفعت ضدهم..

أنت كقارئ دلوقتي شايف ان الغلط في الكارثة دي كان على الأشخاص اللي صمموا يحتفلوا ولا كانت الحادثة قضاء وقدر ..؟