اسم مليان تاريخ..موسيقى.. وسحر.. مش مجرد مغنية، دي أسطورة بقت جزء من الوجدان العربي..
لو قلت كلمة “أم كلثوم” لأي حد في أي مكان في الوطن العربي، هتلاقيه يجاوبك بابتسامة ويقولك: “صوتها بيروح لقلبي”..
واللي بيحبها مش بس عشان صوتها الرائع، لكن عشان كل كلمة غنتها كانت معبرة عن مشاعر الناس، عن الحب، الحزن، والأمل..
أم كلثوم، واحدة من أشهر وأعظم الفنانات في تاريخ الموسيقى العربية.. اسمها الكامل “أم كلثوم إبراهيم السيد البلتاجي”..
اتوِلدت في 31 ديسمبر 1898 في محافظة الدقهلية، في قرية اسمها “طماي الزهايرة”..
هي من عيلة بسيطة، بس كان عندها موهبة فنية كبيرة جدًا..
والدها كان معلم قرآن في القرية، ومنه اتعلمت أم كلثوم حفظ القرآن، لكن الموهبة الغنائية كانت واضحة فيها من وهي صغيرة..
البداية المتواضعة..
نشأت أم كلثوم في قرية صغيرة كانت تخيم عليها روح الصوفية، وكان والدها يعمل معلم قرآن في القرية..
وبدأت أم كلثوم تتعلم على يديه القرآن الكريم، لكنها أظهرت موهبة فنية في الغناء منذ طفولتها، وأصبحت تحضر الحفلات الدينية في القرية وهي صغيرة السن..
لم يكن هناك في البداية أي فكرة عن أنها ستصبح أحد أعمدة الفن في العالم العربي، بل كانت حياتها بسيطة في قرية نائية..
في البداية.. كانت تغني في المناسبات المحلية، وكانت تؤدي الأناشيد الدينية التي يطلبها الناس..
لم يكن أحد يتوقع أن هذه الفتاة الصغيرة ستغزو المسرح العربي في وقت لاحق..
التحول إلى القاهرة
في عام 1923.. قررت أم كلثوم السفر إلى القاهرة مع والدها لكي تسعى وراء حلمها الفني..
وكان الوضع الاقتصادي صعبًا.. فقررت أن تعمل مع فرق موسيقية صغيرة، وكان لها نصيب في الظهور على مسارح القاهرة بشكل تدريجي..
في البداية، كانت لا تزال تغني الأناشيد الدينية، لكنها بدأت في تطوير نفسها بشكل تدريجي..
لكن المفصل الكبير في حياتها كان عندما التقت في القاهرة بالشاعر أحمد رامي الذي أصبح صديقًا مقربًا وكتب لها العديد من أغانيها الشهيرة..
شعر رامي بنجاح مشروعها الفني.. وبدأت أم كلثوم تأخذ مكانتها في الساحة الغنائية، حيث بدأت تقدم أغاني عاطفية ووطنية بشكل يختلف عن الأغاني التي كانت منتشرة في ذلك الوقت..
الانطلاق الكبير
في بداية الثلاثينات، بدأت شهرة أم كلثوم تكبر في القاهرة وباقي العالم العربي..
كانت بتغني في دار الأوبرا والمسرح المصري، وبدأت تجذب الأنظار بوجودها على المسرح وصوتها الرائع..
الناس كانت بتشوف فيها حاجة مختلفة، صوتها مش زي أي حد تاني، وكان ليها طابع خاص في الغناء..
شوية شوية بقت مشهورة جدًا، وأغانيها بقت تُذاع على الإذاعة وتتباع في أسطوانات، وجمهورها بقى ضخم..
كانت أم كلثوم بتغني بالعربية الفصحى، وده كان سبب كبير في نجاحها، لأنها كانت بتوصل للمستمعين بعمق، وصوتها كان معبر جدًا.. بدأت تغني لأكبر الشعراء زي أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وغيرهم.
عصر التعاون مع الملحنين
أم كلثوم ما كانتش بس مغنية، كانت كمان عندها رؤية فنية واضحة..
كانت هي اللي تختار الشعراء والملحنين اللي تتعاون معاهم.. ومن أشهر الملحنين اللي اشتغلت معاهم: محمد عبد الوهاب، وزكريا أحمد، ومحمد الموجي..
كل واحد منهم كان له بصمة مميزة في أغاني أم كلثوم، وده ساعدها تطور نفسها أكتر وتقدم أعمال فنية هائلة..
في الأربعينات والخمسينات، كانت أم كلثوم بتقدّم حفلات أسبوعية على الإذاعة، وده كان سبب في زيادة شهرتها وانتشار أغانيها..
كانت حفلاتها دايمًا مليانة بالجماهير، وبتنقل مشاعر عميقة للمستمعين..
أم كلثوم في السينما
أم كلثوم مكانتش بس مغنية، كمان دخلت عالم السينما.. قدمت 5 أفلام سينمائية، وكان كل فيلم منهم بيكون حدث كبير.. من أشهر أفلامها “دنانير” و”فاطمة”..
كانت دايمًا بتاخد التمثيل بجدية كبيرة، وكانت حريصة إنها تقدم شخصية قريبة من الناس.. رغم نجاحها في السينما، قررت تركز في الغناء، وكان الفن هو شغفها الأول..
أم كلثوم في قلوب العرب
أم كلثوم كانت مش بس فنانة، كانت رمز ثقافي.. كانت الأغاني بتاعتها بتمس قلوب الناس، سواء كانت عن الحب أو الوطن أو الأمل..
كان الناس بيعتبرونها جزء من حياتهم، كل واحد فيهم كان يحس إن أم كلثوم بتغني ليه شخصيًا..
حفلاتها كانت تجربة لا تُنسى، وكانت الجماهير تتابعها بشغف في كل مكان..
وكانت أم كلثوم أيضًا بتغني في أوقات الأزمات الوطنية، وكانت أغانيها بتوصل رسائل قوية للناس..
كانت تمثل روح الأمل والقوة في الأوقات الصعبة، وكان لها دور كبير في دعم القضايا الوطنية..
لحظة الفراق
رغم إنها استمرت تغني لفترة طويلة، لكن صحتها بدأت تتدهور في السبعينات، وقررت توقف حفلاتها في عام 1973 ورغم محاولاتها في العلاج، توفيت أم كلثوم في 3 فبراير 1975..
وفاتها كانت صدمة كبيرة لكل محبيها في كل أنحاء العالم العربي، وكان العالم العربي كله في حالة حداد..
إرثها..
رغم رحيلها.. لكن أغاني أم كلثوم لسة حية في قلوب الناس.. أغانيها بتذاع لغاية دلوقتي في الإذاعات.. وبتُدرس في الجامعات، ومؤثراتها الفنية لسة بتلهم الأجيال الجديدة من الفنانين..
أم كلثوم كانت أكتر من مجرد مغنية، كانت أسطورة حية.. هي الوحيدة اللي قدرت تجمع بين أصالة الماضي وحداثة الفن في نفس الوقت..
اسمها حي في كل بيت عربي، و أغانيها لسة بتُسمع في كل مكان.. هي مش بس رمز للموسيقى العربية، لكن كمان رمز للقوة والصمود والجمال في الفن..
في النهاية.. تظل أم كلثوم واحدة من أعظم علامات الفن العربي، وكل ما قدمته من أغاني وأعمال فنية ستظل خالدة في وجدان الأجيال القادمة..
صوتها اللي مليان إحساس، وكلماتها اللي بتلامس القلب، هيكونوا دايمًا مصدر إلهام لكل فنان وكل محب للموسيقى.. مهما مر الزمن، مش ممكن ننسى أم كلثوم وما قدمته للفن العربي..
لكن، السؤال اللي يطرح نفسه:
هل هنشوف زي أم كلثوم تاني في الزمن ده؟