تخيلوا معايا واحد يقدر يسافر من مكان لمكان في لمحة..
أو يظهر فجأة في وسط الناس رغم المسافات الكبيرة! الحكايات دي مش بس أساطير..
لكن فيها بركة وتاريخ وروحانيات عميقة..
فيه ولي في دمشق.. بيقدر يرد على أمه من مكة وكأنه جنبها!.. متخيلين!!..
ولا بقى أسطورة الشيخ المختفي اللي بيصلي في أماكن بعيدة من غير ما حد يشوفه..
“أهل الخطوة”.. اسم مش بس بتخطف الأنفاس.. لكنها بتفتح لنا أبواب لعالم من الإيمان بالغرائب والقدرات الخارقة اللي موجودة بينا..
ياترى فعلاً في حاجة اسمها أهل الخطوة؟!
أهل الخطوة.. حقيقة أم خرافة؟
في التراث الشعبي المصري والعربي..
فيه كتير من الحكايات عن ناس عاديين لكن عندهم قدرات خارقة، ومشهورين بما يعرف بـ”أهل الخطوة”..
منهم اللي عنده بركة في بيته وملهاش نهاية..
ومنهم اللي ممكن يديك نصيحة تخليك تحس إنه مطلع على المستقبل، ومنهم اللي بيحققوا طلبات الناس بطرق غريبة..
أهل الخطوة.. عندهم قدرة غريبة على الانتقال لمسافات طويلة بخطوة واحدة أو في لمح البصر..
ومش مهم يكون في بحر أو جبل بينهم وبين الهدف.. يعني ممكن يكونوا في مكانين في نفس الوقت..
ولسه في ناس مصممة إن القدرات دي عندها علاقة بالله، وإن ربنا بيديها لبعض عباده الصالحين أو الأولياء..
رأي الصوفية
المتصوفة أو الصوفية عندهم إيمان قوي بالقدرات دي..
بيقولوا إن الأقطاب الأربعة، اللي هم:
- أحمد الرفاعي من الشام.
- عبد القادر الجيلاني من العراق.
- أحمد البدوي من المغرب.
- وإبراهيم الدسوقي من مصر.
كانوا من أهل الخطوة..
وهم مش شايفين إن ده مجرد خرافة، وبيعتبروا الكرامات ظواهر خارقة للعادة بيسمح الله بيها للناس الصالحين..
والأولياء عندهم اعتقاد إن الكرامات دي مظهر من مظاهر نعمة الله، ولازم ما يتفاخروا بيها..
وبعض الفلاسفة المسلمين، زي ابن سينا، اعترفوا بالكرامات، لكن المعتزلة كانوا رافضين الفكرة دي.
في سوريا: قصة سوق ساروجة
في حكاية معروفة في سوريا، كان في ولي من أولياء الله ساكن في حي اسمه سوق ساروجة..
الأم كانت طباخة شاطرة وعارفة إن ابنها بيحب “الكبة اللبنية”، لكنه كان في مكة..
بعتت له رسالة عن طريق التخاطر، وقالت له إنها طبخت له الكبة..الولي رد عليها إنه جاي لها..
وفي لحظات، كان الولي في دمشق، خد نصيبه من الأكلة ورجع لمكة يتناولها مع أصحابه وهي لسه سخنة..
ومن ساعتها، سمي الحي باسم “ساروجة”، اللي معناه إنه “سار وجاء”. ولسه كبار السن في سوريا يصدقوا إنه مشي عبر الزمن بقدرة قادر..
لكن مع دخول القرن العشرين والتكنولوجي.. بدأت الحكايات دي تتراجع، والجيل الجديد مش عارف عنها كتير إلا من حكايات الجدود. واسم الحي بينسب لأحد القادة المماليك اللي عاش في القرن الرابع عشر..
في مصر: قصة الشيخ علي الخواص
الشيخ عبد الوهاب الشعراني ذكر في كتابه “الطبقات الكبرى” عن كرامات شيخه علي الخواص..
كان بيحصل إنه محدش يشوفه وهو بيصلي الظهر في جماعة، لكنه كان يظهر في أماكن بعيدة زي جامع الرملة في فلسطين..
وكان الشعراني يتساءل عن سبب عدم صلاتهم في أوقات معينة، والشيخ علي جاوب إنه فيه أماكن مخصوصة بيسجدوا فيها، زي المسجد الأقصى..
لكن ده بيختلف مع مواقيت الصلاة، لأنه في الوقت اللي بيأذن فيه في مصر، ممكن تكون الصلاة اتعملت في أماكن تانية..
أهل الخطوة في الثقافات الغربية
موضوع “أهل الخطوة” مش غريب برضه في الثقافات الغربية..
هوليوود عملت فيلم بعنوان Jumper في 2008، عن شاب عنده قدرة على الانتقال الذاتي لأي مكان بسرع..
الفيلم بيستعرض الصراع بين “أهل الخطوة” وبين ناس تانية عاوزة تقضي عليهم..
القصة مبنية على رواية خيال علمي بنفس الاسم..
القصص عن أهل الخطوة موجودة في التراث الشعبي وتعتبر جزء من الهوية الثقافية..
سواء كانت حقيقة أو خرافة، فبتعكس الإيمان بالأشياء الخارقة وبتضيف لمسة من الغموض للشعب العربي..
تفتكر بقى ايه حقيقة أهل الخطوة وشايف انهم كانوا موجودين فعلًا ولا دي مجرد أسطورة؟