تخيل معايا لو أنت واقف في وسط مجموعة من الناس وفجأة وبدون أي مقدمات لقيت ان رجليهم مش شبه رجل البشر! لا وكمان ملامحهم بدأت تتغير للأسوأ! هتحس بإيه؟!
مين كان يتخيل إن السبب في إعتزال الفنانة نورا الطقاقة حادث مُرعب ليه علاقة بالجن والعفاريت؟!
خليني في البداية أقولك مين هيّ نورا الطقاقة..؟!
الموضوع بدأ في التسعينات لما ظهرت مطربة شعبية خليجية من الكويت اسمها نورا أو زي مكانوا بيقولوا لها نورا الطقاقة…
نورا كانت بتتميز بصوتها القوي والجو المفرح اللي كانت بتعمله في حفلاتها..ده غير أنها هي إللي كانت بتألف أغانيها…وأوقات كتير بتلحنها…
ولأن الوقت ده كانت الافراح كلها بتقوم علي حس الفرق الموسيقية واللي غالباً كانت بتبقي فرقة نورا الطقاقة..!
نورا وفرقتها سافروا بلاد خليجية كتير جدا وغنوا في أفراح إمراء وملوك وناس عادية، وكان الوطن العربي كله يعرف نورا الطقاقة..!
الأمور لحد هنا كانت طبيعية ومفيش حاجة مريبة..!
لحد ما في يوم نورا وفرقتها أعتزلوا الغنا ولغوا كل جدولهم وأفراحهم الجاية واختفوا…تفتكر ايه السبب؟
مكالمة غريبة…
في يوم نورا كانت قاعدة في بيتها في يوم الأجازة بتاعها واللي كانت بتريح فيه من تعب الشغل طول الأسبوع، بس في اليوم ده نورا جالها مكالمة تليفونية…ولما نورا رفعت السماعة عشان تشوف مين اللي بيرن لقت صوت واحدة بتقولها انها نفسها تيجي عشان تحيي فرح بنتها..بس نورا رفضت بحكم انها مشغولة وعندها أفراح كتير وخصوصًا ان اليوم ده كان أجازتها…وبعد إلحاح كبير من الست دي بإن بنتها قلبها هيتكسر لو نورا مراحتش الفرح، نورا وافقت وسألتها عن العنوان وعن ميعاد الفرح، وعرفت ان الفرح في نفس اليوم الساعة ١٠ بليل!
قفلت نورا مع الست دي وكلمت فرقتها وقالتلهم انهم هيروحوا يغنوا في حفلة النهارده وانها عارفه انهم في أجازتهم لكن الست اللي كلمتها اتحايلت عليها ونورا وافقت، ولأن نورا كانت مشهورة جدًا في التوقيت ده قررت انها تلتزم بكلمتها وتروح الفرح!
وجمعت نورا الفرقة بتاعتها عشان تروح الحفل ده، وفي الطريق نورا كانت حاسه انها مش مرتاحة وقلبها مقبوض جدًا، والساعة ٩ بالدقيقة كانت وصلت نورا والفرقة للمكان اللي الست قالتلها عليه، كانت مبهورة أوي…لقت انه مكان راقي جدًا عبارة عن قصر مكون من ٣ أدوار، ومُحاط بالزينة من كُل مكان! ولما وصلوا لقوا راجل واقف مستنيهم، والراجل ده كان والد العروسة، واللي أخدهم ودخلوا جوا القصر واللي بمُجرد ما اتفتح لقوا ناس كتير أوي جوا!
دخول الفخ!!
دخلت نورا والفرقة للمكان ولقت ان البيت مليان آكل وولايم ، والناس اللي موجودين شكلهم راقي، لكن نورا كانت لسه قلقانة برغم ان كل حاجة طبيعية، ومن الواضح انهم ناس أغنياء جدًا، وبعد دخولهم للمكان لقت نورا ست ضخمة ولابسه أسود جايه ناحيتهم، وشها شكلها مُريب وشاحب، ولما سلمت عليها لقت ان ايديها خشنة وناشفة جدًا، وكمان لقت ان ملمس وشها كمان خشن زي ايديها بالظبط!
وبعد ما سلمت الست دي عليهم دخلتهم أوضة في الدور الأرضي عشان يجهزوا، وبعد ما جهزوا لقوا مجموعة من البنات داخلين الأوضة على انهم مُعجبين عشان يسلموا عليهم، ولما خرجوا من الأوضة…بدأت “شمس” واللي كانت واحدة من الفريق تبص بخوف ورعب لـ باقي الفرقة وهي بتقول: “انها خايفة من الناس دي وقلبها مقبوض، وان البنات دي كانت ايديهم وملمس وشهم خشن جدًا، لا وكمان بمُجرد ما دخلوا الأوضة الحرارة بدأت تزيد بشكل مُبالغ فيه! وان البيت ده فيه حاجة مش طبيعية!”
فـ نورا ردت عليها وقالتلها ان كل دي تخاريف وهلاوس وانهم جايين هيعملوا شُغلهم وهيمشوا على طول، لكن اللي محدش يعرفه ان نورا بردو كان قلبها مقبوض!
عرسان شكلهم مرعب!
وخرجوا عشان يبدؤا شغلهم واتفاجئت نورا بعدد والناس وقالت ان ده أكبر حفل غنائي عملته، لكن الغريب انها شافت العريس بلبس مُختلف تمامًا وكأنه من العصر العُثماني، والعروسة لابسه فُستان أسود ومليان بالألماظ والدهب! وواقف وراهم تمثال على شكل انسان بيصرخ! والأغرب من ده كله ان العريس والعروسة ثابتين مكانهم مبيتحركوش، ولا حتى كانوا بيبصوا لبعض، وكأنهم تماثيل!!
فضلت الفقرة الأولى مستمرة والناس بترقص ومبسوطة، وبعد ما الفقرة خلصت، قررت نورا تطلع ترتاح ولأن من الصعب انها ترتاح في الدور الأرضي فَ طلعت الدور التاني، عشان تتفاجئ لما طلعت ان الدور التاني كله مهجور!!
وان التراب مغطي كل حاجة فيه، لا وكمان الجدران مشقوقة وخيوط العنكبوت مغطياها!!
وفي وسط ذهولها باللي بيحصل وبالمكان ده، لقت اوضة مفتوحة، ولما دخلت لقت ان فيها سرير شكله قديم جدًا، ولأن النوم غلبها وكمان كانت تعبانة بحكم انها نزلت في يوم راحتها، نامت على السرير وكأنها منمتش من شهور!
كابوس…
المشهد اتغير عشان لقت ست ضخمة شكلها بشع بتجري وراها وبتصرخ! بعدها لقت نفسها بتصحى من النوم وانها كانت بتحلم، عشان تتفاجئ ان باب الأوضة بيتقفل عليها، ولما قامت عشان تفتحه اكتشفت انه اتقفل عليها من برا!!
وبعد محاولات اتفتح الباب بالقوة، الباب اتفتح لوحده! أيوة زي ما بقولك كدا
وأول ما اتفتح لقت نورا نفس الست اللي حلمت بيها واقفه قُدام الباب، واختفت فجأة وكأنها مكنتش موجودة!
وأول ما طلعت نورا وفي طريقها عشان تنزل للدور الأرضي، سمعت صوت طفل بينادي عليها! ولما بصت ناحية مصدر الصوت، لقت الطفل ده واقف في زاوية من زوايا الطُرقة، وبدأ يقرب منها لكن في لحظة وقف وبدأ يطلع للدور التالت، فَ نورا قلقت يكون الطفل ده من أولاد المعازيم ويحصله حاجة، فَ طلعت وراه عشان تشوفه، ولما طلعت لقت ان الدور التالت أبشع من منظر الدور التاني! الأرض متهالكة تمامًا والجدران كذلك، وكأن محدش قرب ناحية الدور ده من أكتر من ١٠٠ سنة!
ولما نورا طلعت لقت الطفل ده بيضحك وواقف بعيد ولما بدأت تقرب ناحيته، دخل في أوضة وقفل على نفسه من جوا، ولما نورا قربت من الأوضة دي، لقت ان مفيش اي صوت جوا، فَ بدأت تفتح الباب وتخبط عليه، لكن الباب مفتحش، ولما قررت تنزل لقت ان حد مسك رجلها ومثبتها في الأرض!
ولما حاولت تقاوم وقعت على الأرض وسمعت صوت همس في ودنها بيقول: “غني! أنا بحب صوتك وغُناكي، غني!” ولما سألته أنت مين…قال نفس الجملة لكن بصوت بشع! ولما قالت انها خايفة، اتكلم بنفس الصوت وقالها: “متخافيش، محدش بيموت ناقص عُمر” فكررت سؤالها وقالتله أنت مين، فَ رد عليها وقال: “أنا صديق مُخلص ووفي!“
بعدها نورا تقدر تتمالك نفسها وتجري وتنزل للدور الأرضي! ولما نزلت ودخلت الأوضة اللي غيروا فيها في الدور الأرضي، لقت شمس بتعيط بشكل هستيري وحواليها باقي الفرقة، ولما سألتها ايه اللي حصل، ردت شمس وقالت:
“ان الناس بدؤا يسألوا على نورا، ولما لقتها اتأخرت طلعت شمس للدور التاني عشان تدور عليها، لكنها لما طلعت، اتفاجئت ان الدور التاني كله مهجور، وان الجُدران شكلها قديم وكل حاجة حواليها مُرعبة، وانها حاسه انها مش لوحدها في المكان! ولما بدأت تمشي في الدور التاني شوية، لقت على الجدران وشوش بشرية مرسومة لكن شكلها بشع ومُرعب!
وبعدها بدأت تسمع صوت غريب جاي من اوضة معينة، ولما قربت منها وفتحتها لقت ان مفيش حاجة جوا، ولما طلعت لقت كائن غريب بدأ يظهر من العدم في ركن من أركان الطُرقة!!…بس الكائن ده مكنش له ملامح نهائي، ومفيش غير عينه بس اللي بتنور وباينه، ولقت نفسها بتقرب منه وهي مسلوبة الارادة! ولما قربت منه اتكلم وقال: “غني، أنا بحب صوتك وغُناكي!” لكن بعدها صرخت بأعلى صوت عندها، فَ ضربها!
عشان بعدها تطلع تجري عشان تنزل تحت، وفي طريقها ظهر لها شخص ضخم جدًا من العدم، وسألها ايه اللي جابك هنا! فَ قالتله انها بتدور على نورا! فَ زعقلها وحذرها وقالها متطلعش المكان ده تاني وتنزل بسرعة!!”
فَ بدأت نورا تهديها، وتقولها انها شافت أبشع من كدا، فَ شمس قالتلها انهم لازم يمشوا من المكان، لكن نورا ردت وقالت انهم ممكن يؤذوهم لو حسوا ان نورا وفرقتها عرفوا حاجة! عشان كدا لازم يخرجوا ويكملوا الفقرة التانية وبعدها يمشوا من المكان! فخرجوا تاني وبدؤا في الغُنى!!
صدمة من شكل رجليهم؟!
ولما الساعة جات ١٢ بعد منتصف الليل بدؤا يحسوا بطاقة رهيبة اتملكت من المعازيم، والناس زادت بشكل ملحوظ لأضعاف كبيرة، وبدؤا يرقصوا بشكل هستيري ويغنوا مع الفرقة! وبدأ صوت الناس دي يعلى لدرجة انه غطى على صوت الفرقة!
وكانت كل ما الفرقة تسكت الناس تصقفلهم ويطلبوا انهم يغنوا تاني! وفي وسط اندماجهم ده والطاقة الزايدة دي بدأت الفرقة يتملكها الخوف والفزع المُبالغ فيه!
عشان بعد كدا يتصدموا ان فساتين المعازيم بدأت تترفع ورجولهم مكنتش ارجل بشرية نهائي!!
رجولهم كانت رجول معيز وحيوانات حوافرها طويلة! ووقتها بدأت الفرقة تبص لبعضها بخوف، وبدؤا يغلطوا في الكلام وهما بيغنوا! لكن نورا كانت بتبصلهم وتغمزلهم عشان يكملوا وميوقفوش غُنى!!
وفي وسط الأحداث دي شمس أُغمى عليها، فَـ نورها خدتها الأوضة وبدأت تفوقها، ولما شمس فاقت قالت لنورا انهم لازم يمشوا لأنهم وسط فصائل وعشائر كتير من الجن! فَ نورا قالتلها انها عارفه ده لكن لازم يكملوا وميوقفوش، ولو عايزين يخرجوا سالمين لازم يستنوا لغاية آذان الفجر!
فَ خرجوا تاني وكملوا غُنى وكل دقيقة يبصوا في الساعة اللي الدقيقة فيها كانت بتعدي ببطئ شديد، وفي وسط الغُنى لقوا ست من اللي بترقص بتمسك شعرها وبتشده بقوة شديدة، واللي الشعر اتخلع في ايديها بسهولة، فَ ظنوا ان دي باروكه، لكنهم لقوا الشعر اللي وقع ده مليان دم!
وبدؤا يجيبوا آلات عزف من بتاعهم على شكل كفوف مكتوب عليها رموز وكلمات ورسومات غريبة، وبدؤا يطبلوا بيها ويعزفوا وهما بيرددوا طَلاسم وكلمات مش مفهومة، عشان بعدها أشكالهم تبدأ تتغير لأشكال مُرعبة ومُخيفة! وبدأ العدد يزيد أكتر لحد ما عملوا دايرة حوالين نورا وفرقتها! لكن في اللحظة دي آذان الفجر بدأ يآذن ويعلى، عشان الفرقة تلاقي ان الكائنات دي اتجمدت وبيبصوا ليهم بغضب وبنظرات مُرعبة! وبعدها النور قطع واختفوا نهائي!
بعدها نورا قالت محدش يصرخ وفي هدوء ياخدوا بعضهم ويمشوا، ولما خرجوا من المكان لقوا راجل كبير جي ناحيتهم والغريب ان الراجل ده خايف منهم وهما كمان خايفين منه!
ولما سألهم انتو مين، قالوله انهم فرقة أفراح وجايه تحيي الفرح اللي موجود في البيت ده، ولما بصوا على البيت لقوه مهجور تمامًا، مفيهوش زينة ولا النور شغال!!
فَـرد عليهم الراجل وقال ان المنطقة دي مهجورة، وخصوصًا البيت ده مهجور بقاله اكتر من ١٠ سنين، وانه كمان مسكون، والراجل وأصحاب المنطقة أكدوا لنورا ان البيت فاضي تمامًا وأصحابه مبيقربوش منه، ومستحيل يحصل فيه فرح!
وكمان اكدوا انهم بيسمعوا بليل اصوات غريبة وصُراخات خارجه من البيت! لكن محدش منهم شاف حاجة لأن محدش بيقرب من المنطقة دي بليل!
ودي كانت اخر حاجة حكتها نورا في الليلة دي لصحفي كان مصمم يعرف ايه حكاية اعتزالها بسبب انها كانت رافضه انها تتكلم عن السبب!
إعتزالها للفن
قالت نورا ان بعد قرار الاعتزال بفترة شمس رنت عليها وقالتلها انها لسه بتشوف نفس الشخص اللي وشه من غير ملامح وعينيه بتنور وهو بيقولها: “غني، أنا بحب صوتك وغُناكي!”
لكن بعد فترة شمس ماتت في ظروف غامضة وفي يوم الدفنة نورا شافت الشخص اللي كان بيطلب منها تغني لما كانوا في البيت لما كان ماسك رجلها، وكان بيقولها جملة واحدة هي سمعتها منه قبل كدا: “محدش بيموت ناقص عُمر!”
ومن بعد انتشار حكاية نورا بدأت الناس تخاف تروح الأفراح الشعبية اعتقادًا منهم ان فيها جن متجسد خصوصًا ان العزف عندهم كان على الدُف فَ الحفلات كانت بتبقى اشبه بالزار!
وبعدها بفترة كلام نورا اللي الصحفي ده سجله اختفى ومحدش يعرف راح فين!…والمُرعب ان الصحفي ده مات في ظروف غامضة بعد التسجيل ده بفترة قصيرة جدًا، وقبل موته قال ان نورا لما راحلها كان وشها شاحب جدًا، وان البخور كان مالي بيتها ووزنها كان خاسس بطريقة فظيعة!
عشان حكاية نورا تنتشر وتتعرف بعد التسجيل ده، ولحد دلوقت الحكاية دي منتشرة في دول الخليج وخصوصًا في الكويت في بلد نورا!!
وفي كلام انتشر ان جماعة الجن اللي الفرقة راحت ليهم كانوا مراهنين جماعة تانية من الجن على مين هيقدر يجيب نورا لحد عنده عشان تغني لهم!
مين اللي كلم نورا عشان تروح الحفلة؟
اتقال ان اللي كلم نورا هو ساحر كبير قِدر انه يقدم الخدمة دي لعشائر الجن واللي هم أساسًا من نسل شيطاني عشان يحصل على خدمات الشياطين دول، وانهم كانوا هما اللي مشترطين ان نورا تعملهم حفلة ليهم لوحدهم!!
