عمرك سمعت أغنية قديمة وحسيت إنك رجعت بالزمن لأيام زمان؟..
أو عدّى عليك عطر معين ففكرك بموقف كنت ناسيه؟.. الإحساس ده اللي بياخدنا في رحلة للماضي ويفكرنا باللحظات الحلوة، اسمه النوستالجيا..
بس ليه بنحس بالحنين ده؟
وليه دايمًا بنشوف الماضي أحلى من الحاضر؟
هل ده مجرد إحساس عابر، ولا ليه تفسير علمي ونفسي؟
إيه هي النوستالجيا؟
النوستالجيا مش مجرد حنين للماضي، دي حالة نفسية بترجعنا لذكريات قديمة وبتحمل معاها مشاعر قوية. الكلمة أصلها يوناني، وكانت معناها “الألم اللي بييجي من الرغبة في الرجوع للوطن”، لكن مع الوقت بقت تعبر عن أي إحساس بالاشتياق لأيام فاتت.
زمان، كانوا بيعتبروا النوستالجيا نوع من الاضطرابات النفسية، لكن الدراسات الحديثة أثبتت إنها حاجة طبيعية جدًا، بل ومفيدة كمان، لأنها بتحسن المزاج وبتدينا إحساس بالأمان والانتماء.
ليه بنحس بالحنين للماضي؟
1. الماضي دايمًا شكله أحلى
عقلنا بيحب يخلينا نفتكر الحاجات الحلوة وننسي الحاجات الوحشة، عشان كده لما بنبص على الماضي بنشوفه أجمل مما كان فعلًا..
دي آلية طبيعية بتحمينا من الحزن وتخلينا نقدر نكمل في الحاضر.
2. الهروب من الحاضر
لما بنكون مرهقين أو مش راضيين عن حياتنا، بنلجأ للذكريات القديمة كمهرب نفسي..
ممكن نلاقي نفسنا بنسمع أغاني التسعينات، أو بنشوف أفلام الكارتون اللي كنا بنحبها، كأننا بنحاول نعيش لحظة راحة بعيد عن ضغط الحياة اليومية.
3. الروائح والأصوات والأماكن بتفكرنا بالماضي
أوقات كتير جدًا، حاجات بسيطة زي ريحة معينة أو صوت أغنية بتقدر تفتح باب الذكريات..
ممكن تشم ريحة الأكل اللي كانت بتعمله جدتك، فتحس كأنك رجعت طفل صغير في بيت العيلة.
4. الإحساس بالاستقرار والانتماء
النوستالجيا بتدينا إحساس إننا لينا جذور، وإن في حاجات ثابتة في حياتنا مهما تغير الزمن..
لما بنفتكر أيام المدرسة أو العيلة زمان، بنحس إننا جزء من حاجة أكبر، وإننا مش لوحدنا.
هل النوستالجيا حاجة حلوة ولا مضرة؟
الحقيقة، النوستالجيا ليها جانب إيجابي وجانب ممكن يكون سلبي.
إيجابياتها:
• بتساعد في تحسين الحالة المزاجية وبتقلل التوتر.
• بتدينا إحساس بالدفء والانتماء.
• بتخلينا نفتكر الحاجات الحلوة اللي حصلت لنا في حياتنا.
لكن في نفس الوقت، ممكن تكون مضرة لو:
• فضلنا عايشين في الماضي ومش قادرين نعيش الحاضر.
• قررنا نحبس نفسنا في الذكريات ونرفض التغيير.
• حسينا إن الزمن الحلو خلص ومبقاش فيه حاجة كويسة في المستقبل.
إزاي نستمتع بالحنين للماضي من غير ما نغرق فيه؟
• افتكر الذكريات الحلوة بس من غير ما تحزن على اللي فات.
• حاول تخلق لحظات جديدة حلوة في الحاضر عشان تفتكرها بعدين.
• استخدم النوستالجيا كمصدر إلهام، مش كحاجة تحسسك بالحسرة.
• ما تقارنش بين الماضي والحاضر بشكل سلبي، كل فترة ليها جمالها.
هو الماضي كان أحلى فعلًا؟
كلنا بنسمع الجملة المشهورة: “زمنّا كان أحلى”، لكن الحقيقة إن كل جيل بيقول نفس الكلام عن زمنه..
الفرق مش في الزمن نفسه، لكن في نظرتنا ليه..
زمان كنا أطفال أو شباب من غير مسؤوليات، وده خلانا نشوف كل حاجة بشكل أبسط وأجمل.
لكن السؤال الحقيقي هو: إزاي نخلي الحاضر أحلى؟ بدل ما نفضل نتمنى لو نرجع للماضي، ممكن نحاول نعيش اللحظة ونستمتع بيها، عشان تيجي أيام في المستقبل ونفتكرها ونقول: “كانت أيام جميلة.”
في النهاية…
الحنين للماضي شعور طبيعي، بس الأهم إننا نستفيد منه من غير ما نخليه يعطلنا عن عيشتنا دلوقتي..
فالماضي كان يومًا ما “حاضر” عشناه، وحاضرنا النهاردة هيكون “ماضي” نفتكره بعدين..
خلينا نعيش اللحظة ونصنع ذكريات جديدة، عشان يبقى عندنا حاجة نبتسم لما نفتكرها في المستقبل.
