على مر الزمان والإنسان مفتون بالتنانين..
ودا بسبب ان مفيش بين كل المخلوقات العظيمة، لا في الخيال ولا في الواقع الملموس كائن يتقارن بأفعى طائرة ضخمة لها أسنان حادة تطلع نار من بوقها؛ فهو زي ما وصفه البعض وحش الوحوش..
وأكثر الكائنات الأسطورية قوة..والوهم الأكثر عالميّة الذي عرفته البشرية.
فمن تنين البحيرة الصيني الخيِّر الحكيم.. إلى التنين الأوروبي الشرير الآكل للفتيات، كلها كائنات مُلهمة ومخيفة ..
طلعتها أساطير الثقافات العالمية.
بتتشاف بطرق كثيرة مختلفة، وإن كانت متشابهة في نفس الوقت، عبر العصور وفي كل مكان في العالم تقريبًا..
فإن المرء يستطيع اعتبار التنانين ظاهرة ثقافية عالمية في أوروبا، التنانين زواحف شريرة مريعة نافثة للنيران، وهي ضخمة و شبيهة بالسحالي، لها ألسِنة متفرعة كشوكة الطعام وأجنحة كأجنحة الخفافيش.
أما في ثقافات المكسيك وأمريكا الجنوبية القديمة، فكان في الاعتقاد أنه في وجود أفعى إلهية لها ريش، معروفة بأسماء متعددة، تقوم بتجديد العالم بعد كل دورة من دورات الدمار.
التنانين على حسب الأساطير
- الأساطير الإغريقية: يرجع أول ذكر للتنين في الحضارة الأغريقية إلى الإلياذة، و وصف أجاممنون بأن له تنينا أزرقًا على حزام سيفه ورمز تنين ذا ثلاث رؤوس على الدرع الذي يلبسه على الصدر, ودراغون معناها في اللغة الأغريقية “ذلك الذي يرى”، أو “ذلك الذي يومض”
وفي سنة 217 م، ناقش فيلو ستراتوس ( Philostratus ) التنين في الهند في “حياة أبولونيوس من تيانا” (Apollonius of Tyana)، في ترجمة مكتبة لوب الكلاسيكية ذكر بأن “كانت الأنياب، من جميع النواحي، أشبه بأنياب الخنازير الكبيرة، ولكنها أنحل وملتوية ومسننة مثل أسنان سمك القرش”
- الأساطير الأوربية: تنين أوروبي والقديس جرجس والتنين يوجد ذكر التنانين في قصص التراث الشعبي والأساطير الأوربية، وهي متداخلة بين الثقافات في أوروبا, ومع أن للتنانين أجنحة، إلا أنها تكون عموما مختبئة في كهوف تحت الأرض، مما يجعلها كائنا قديما لعنصر الأرض.
- الأساطير الصينية: تنين صيني وبرج التنين والتنانين الصينية والشرقية تعرف تتشكل على شكل الإنسان، وعادة ما تكون خيرة، في حين أن التنانين الأوروبية تكون عادة حاقدة وإن كان هناك بعض الاستثناءات (تنين ويلز الأحمر هو أحد تلك الاستثناءات), وتوجد بعض التنانين الشرقية الحاقدة كما في الأساطير الفارسية، والروسية مثلا. وللتنين شعبية خاصة في الصين، فالتنين اللي عنره المخالب الخمسة كان رمزا لأباطرة الصين مع طائر الفينيق رمزا للامبراطورة الصينية. وأزياء التنين التي يرتديها ويحركها اغلب الناس هي أمر منتشر في المهرجانات الصينية.
- الأساطير اليابانية: تنين ياباني تدمج أساطير التنانين اليابانية الأساطير المحلية مع القصص المستوردة من الصين، وكوريا والهند. ومثل التنانين الآسيوية الأخرى، فإن التنانين اليابانية هي آلهة المياه المرتبطة بهطول الأمطار والمسطحات المائية، وتوصف عادة بأنها مخلوقات أفعوانية كبيرة، بدون أجنحة، ذات أقدام بمخالب, وقد كتب غولد (1896:248) ، أن التنين الياباني “يمتلك ثلاثة مخالب”.
رأي العلم في التنين
العلم بيوصف التنين أن جسمه شبه إلى حد كبير سحلية ضخمة، أو ثعبانًا له زوجين من أرجل السحالي و بيخرج النار من بقه، بس لحد دلوقتي مافيش دليل من علم الآثار يدعم وجود كائنات عملاقة من جنس الزواحف تنفخ نار من بدء وجود الإنسان على هذه الأرض، أما بالنسبة لآخر الزواحف العملاقة أو الديناصورات فهي انقرضت من 64 مليون سنة بعد أن هيمنت على كوكب الأرض.
بشكل عام كدا الأساطير بتيجي من الحقيقة بس بيتم المبالغة في الأوصاف وطبعًا مع رواية القصص الخيالية عنها، فالموضوع بيختلف بس أصله كان حقيقة ..
وبيقول بعض الناس أن أصل التنين في القصص يرجع إلى نوع من الزواحف التي تعيش في أحراش جزر إندونيسيا و بيطلق عليها تنين كومودو واتسمى كدا بسبب ضخامته وطوله ولاحظ وجود شبه بينه وبين التنانين الأسطورية وربما أيضاً كان لوجوده أو لزواحف أخرى غير مكتشفة دور في نشأة أسطورة أصلاً.
أما بالنسبة للتنين الأوروبي فعنده أجنحة الخفافيش على ظهره بدون أرجل أمامية، وبعد اكتشاف كيف كانت التيروصورات (زاحف مجنح منقرض) تمشي على الأرض فصورت بعض التنانين بدون أرجل الأمامية مع وجود الاجنحة بدلا عنها.
رأي العرب في التنين
ورد فى لسان العرب :
“التِّنِّينُ ضرْب من الحيّات من أَعظمها كأَكبر ما يكون منها، وربما بعث الله عز وجل سحابةً فاحتملته، وذلك فيما يقال، والله أَعلم، أَن دوابّ البحر يشكونه إلى الله فيرْفَعُه عنها؛ قال أَبو منصور: وأَخبرنى شيخ من ثِقاتِ الغُزاة أَنه كان نازلاً على سِيف بَحْرِ الشام، فنظر هو وجماعة أَهل العَسْكر إلى سحابةٍ انقَسَمت فى البحر ثم ارتفعت، ونظرنا إلى ذَنَبِ التِّنِّين يَضطرب فى هَيْدب السحابةَ، وهَبَّت بها الريحُ ونحن نَنظر إليها إلى أَن غابت السحابةُ عن أَبصارِنا. وجاء فى بعض الأَخبار: أَن السحابة تحمل التِّنّين إلى بلاد يَأْجوج ومَأْجوج فتَطرحه فيها، وأَنهم يجتمعون على لحمِه فيأْكلونه”.
بعد ما انت قرأت كل الأراء في التنانين دي ورأي العلم كمان.. ياترى بقى مصدق ان التنانين فعلاً كانت موجودة ولا دي مجرد حكاوي وأساطير خرافية ملهاش وجود؟؟