حلم السماء والخراب المجهول..

في قلب بلاد ما بين النهرين، كان فيه حلم ضخم، حلم بمشروع قد يكون الأعظم في تاريخ البشرية.. حلم الملك النمرود.. برج بابل..

ناس كتير بتسأل ليه!! ليه كان عايز يبني برج يوصل للسماء؟ إيه اللي كان مخليه يطمح لدرجة إنهم يتحدى حدود الأرض ويوصلوا لسماء المجهول؟..

سر كبير، اللي مفهوم منه انه كان عنده أمل إنه يحقق حاجة عظيمة تتخلد عبر العصور..

الناس فضلت تحكيها من جيل لجيل، سواء في الكتب القديمة أو على لسان العلماء.. كتير من الناس ممكن ما يعرفوش القصة الكاملة ورا البرج ده..

 لكن النهاردة هقول لكم الحكاية من أولها لآخرها..

قصة برج بابل..

برج بابل كان في مدينة بابل، في منطقة معروفة باسم “شنعار” اللي كانت جزء من بلاد ما بين النهرين، اللي موجودة دلوقتي في العراق..

الكل كان يعرف عن البرج ده في القصص التاريخية والدينية، وكان له ذكرى قوية في التوراة والإنجيل كمان.. 

في البداية.. البابليين قرروا يبنوا البرج ده علشان يكون ليهم مكانة تاريخية ويثبتوا وجودهم بين القبائل..

وكانوا عايزين يبنوا برج ضخم عشان يخلوا نفسهم مشهورين في العالم..

البرج ده كان عبارة عن هيكل دائري ضخم، يتكون من طوابق متدرجة بشكل حلزوني..

وكان يوصل لارتفاعات رهيبة لأنه طبعًا كان عاوز بوصل للسماء!.. كانوا شغالين عليه ليل ونهار، لكن في نص القصة حصل حاجة غريبة..

الناس اللي كانوا بيشتغلوا في بناء البرج كانوا بيحبوا يعملوا شيء عظيم..

لكن حصل إنهم اختلفوا في لغاتهم.. وكل مجموعة كانت بتتكلم لغة مختلفة.. فالموضوع أصبح صعب جدا عليهم، ومع الوقت حصل تفرقة بينهم وانتشروا في كل مكان على الأرض.. 

يعني البرج اللي كانوا عايزين يبنوه علشان يبقوا موحدين، هو نفسه السبب اللي فرقهم في النهاية..

وبصراحة اختلف السبب وراء بناء البرج، واتوجد أكتر من تفسير..

بعض الناس بتقول إنهم كانوا عايزين يوصلوا للسماء.. والبعض الآخر بيقول إن الملك نمرود هو اللي أمر ببنائه ودي القصة الأشهر فعلًا..

نمرود ده كان حاكم الأرض في الوقت ده، وكان ملك قوي جدا، وكان في عهده فساد وظلم كبير..

بيقولوا إنه كان يعذب الناس ويأخذ أموالهم عشان يثبت ليهم إنه هو الأقوى..

لكن في بعض الروايات التانية، بيقولوا إن البرج كان في الأصل مركز ديني لِعبادة الله و لدراسة علم الفلك، وكان يمثل جزء كبير من الحضارة البابلية القديمة..

برج بابل في الكتاب المقدس

برج بابل كمان ظهر في التوراة في حكاية نوح عليه السلام.. بعد الطوفان، نوح وأولاده استقروا في مدينة بابل، وهناك قام نمرود ببناء البرج ده..

البرج ده كان مش مجرد بناء عادي، بل كان بيستخدم كقلعة ومركز سياسي وديني في الوقت ده..

وفي النهاية، البرج تعرض للدمار بسبب الحروب والعواصف والزلازل، وكل المعالم اللي كانت حواليه اختفت مع مرور الزمن.

أما عن شكله.. فالتوراة بتقول إن البرج كان بيشبه الهرم المدرج، وكان لونه بني ومعه قاعدة ضخمة..

مع كل طابق كان بيميل للضيق، لحد ما وصلوا في النهاية لأعلى نقطة ممكنة، وكان فيه معبد في القمة للعبادة..

البرج كان ضخماً لدرجة إنه كان قادر يستوعب حوالي 100 ألف شخص..

بالنسبة للصور أو الآثار اللي تدل على وجوده، مفيش صور حقيقية للبرج لحد دلوقتي.. كل الصور اللي بتشوفها على الإنترنت هي رسومات فنية أو مجرد تخيلات.. 

أما آثاره، ففيه حاجات زي الزقورة، اللي كانت عبارة عن هيكل عظيم مكون من سبع طبقات، وبوابة عشتار الشهيرة اللي تم نقلها لمتحف برلين، كمان في تمثال الأسد البابلّي اللي اكتشفوه في 1776 واللي بيعرض قوة الملك اللي حكم بابل في العصور القديمة..

لكن في النهاية، رغم إن البرج ده مبقاش موجود دلوقتي، إلا إن القصة عنه لسه عايشة في قلوب الناس وكل واحد عنده تصور مختلف ليه.. وكل ما نرجع للحكايات دي، بنحس وكأنها جزء من تاريخ طويل ومستمر.. الأسئلة كثيرة، لكن الإجابة ما زالت في مكان مجهول.. فهل سنكتشف سر برج بابل في يوم من الأيام؟