في الأربعينات، كانت مصر تعيش فترة من الزمن مليانة بالأحداث الكبيرة والتغيرات الجذرية.. كانت فترتها زي الشريط السينمائي اللي بيعرض مجموعة من المشاهد المتنوعة.. من ثورة سياسية إلى تطور اجتماعي، ومرت بمرحلة زمنية مدهشة وأحداث مثيرة..
في الوقت ده.. كانت الشوارع مليانة بالأصوات:
صوت الأذان من المساجد، وصوت الفرح من الأفراح، وصوت التحولات الكبيرة اللي كانت بتحصل..
تعالوا نرجع في الزمن ونغوص في تفاصيل حقبة الأربعينات، عشان نكتشف مع بعض كيف كانت الحياة في الفترة دي، ونتعرف على الناس والأحداث اللي شكلت وجه مصر الحديث..
الاحتلال البريطاني في مصر
الاحتلال البريطاني لمصر كان فترة من تاريخ مصر الحديث بدأت سنة 1882، لما احتلت القوات البريطانية مصر خلال الحرب الإنجليزية المصرية، واستمرت لغاية 1956 بعد أزمة السويس..
لما انسحبت آخر القوات البريطانية بناءً على الاتفاقية الإنجليزية المصرية لسنة 1954..
الفترة الأولى من الحكم البريطاني بين 1882 و1914 كانت تعرف بـ”المحمية المحجبة”..
في الوقت ده، كانت مصر تحت إدارة الخديوية كمقاطعة مستقلة تابعة للإمبراطورية العثمانية، والاحتلال البريطاني كان زي حماية فعلية للبلد من غير أساس قانوني، يعني مصر مكنتش جزء من الإمبراطورية البريطانية..
الوضع ده استمر لغاية 1914، لما الإمبراطورية العثمانية دخلت الحرب العالمية الأولى مع القوى المركزية، وبريطانيا أعلنت الحماية على مصر..
عمر أفندي..
مسلسل “عمر أفندي” هو من أحدث المسلسلات اللي بتتناول فترة الأربعينات من القرن الماضي، وكمان تصدر قائمة المشاهدة على منصة “شاهد”..
القصة بتحكي عن شاب اسمه “علي تهامي”، و بيمثل دوره أحمد حاتم، اللي بعد ما والده يتوفى، يكتشف سرداب في بيته، ولما يدخل فيه، بينتقل فجأة لزمن الأربعينات.
و “علي” اللي بقى اسمه “عمر أفندي” يقع في حب الفترة دي، و بيبدأ يستعيد جزء من شخصيته القديمة، و بتتوسع علاقاته ويقابل شخصيات بتعكس زمن الأربعينات زي “دياسطي” و”زينات”” و”لمعي”، واللي لاقوا صدى كبير على مواقع “السوشيال ميديا”.
كان الطربوش الأحمر منتشراً جداً بين الرجالة في مصر خلال فترة الحكم العثماني، بعد ما أصدر السلطان سليمان القانوني أوامر بتعميمه كزي رسمي..
الطربوش كان شائع كمان في بلاد الشام والمغرب، واستمر لغاية ما تم إلغاؤه في مصر بعد ثورة يوليو 1952.
حسب ما قالت الناقدة ماجدة موريس، الناس بتحس بالحنين للصور القديمة وشوارع القاهرة الهادية وأخلاق الناس واحترام الرأي الآخر، وهي حاجات بدأت تتراجع في عصر السوشيال ميديا..
ولما الأعمال الدرامية بتتناول الموضوعات دي، بتثير الحنين للماضي.
إنتاج الأعمال التاريخية بيتطلب إنفاق كبير عشان نضمن إبهار الديكورات والملابس، وكمان الدقة التاريخية، لأن الجمهور بقى أكتر وعي وتفاصيله بقت مهمة..
وكمثال على الدقة في الأعمال التاريخية، مسلسل “عمر أفندي” استخدم أفيشات أفلام زي فيلم “يسقط الحب” لإبراهيم لاما، و اللي فعلاً تم إنتاجه في 1943، وده بيثبت مدى اهتمام القائمين على العمل بالتفاصيل..
مصر كانت بتتكلم ازاي زمان!
كل زمن له لغته الخاصة، والسينما بتكون أكتر حاجة بتوثق مفردات كل جيل..
لو شوفنا أفلام زمان، هتتفاجئ بكمية الكلمات اللي بقت مش متداولة دلوقتي واستبدلت بكلمات تانية تعبر عن الزمن اللي عايشينه..
مثلاً، كلمة “تشكرات يا أفندي” هتلاقيها بس في أفلام الأبيض والأسود القديمة..
وبما إننا دايمًا بنحب نرجع للماضي، تعالوا نلقي نظرة على بعض الكلمات القديمة اللي اندثرت مع الوقت، و نكتشف أصلها.
عفارم عليك..
كلمة “عفارم” كانت تُستخدم زمان للتعبير عن الإعجاب الشديد بشيء، زي ما بنقول “برافو” دلوقتي. أصل الكلمة تركي، “aferim”، لأن مصر كانت تحت الحكم العثماني فترة طويلة وأثرت بكلمات تركية زي “عفارم”.
تشكرات..
الكلمة دي اختفت من لغتنا اليومية، وكانت تُستخدم زمان للتعبير عن الشكر، خصوصًا لما كان الممثلين يلعبوا دور أجانب في الأفلام..
أصل الكلمة تركي برضو، وتعني “teşekkürler”.
أفندي..
“أفندي” أصلها يوناني، وانتقلت للتركي وبعدين لمصر. كانت تُستخدم للإشارة لأصحاب الوظائف والمناصب الاجتماعية. انتشرت في فترة الحكم التركي، لكن بعد ثورة يوليو، تم إلغاء اللقب ده وكل الألقاب الشبيهة.
سعيدة..
الكلمة دي كانت تستخدم للتحية، زي ما نسمع في الأفلام: “سعيدة” أو “نهارك سعيد”.
مدموزيل..
لو حد قال دلوقتي “مدموزيل” لفتاة، هيبصوا له كأنه جاي من كوكب تاني. الكلمة كانت منتشرة زمان، وكانوا يطلقوها على أي آنسة. أصلها فرنسي وتعني “mademoiselle”، ورغم أصلها الفرنسي، فرنسا منعت استخدامها في 2012 لأنها تعتبر تعبير عن التمييز.
ياسم..
كانت ضمن الشتائم الشائعة زمان. لو بصينا على الأفلام القديمة، هنلاقي بطلات السينما بيستخدموا كلمة “ياسم” لما يكونوا زعلانين، لكن الكلمة دي بقت نادرة دلوقتي.
بونسوار..
كلمة “بونسوار” كانت بتستخدم زمان، وكانت تعبير عن التأثر بالثقافة الفرنسية بسبب الاحتلال. أصلها فرنسي وتعني “bonsoir” وتعني تحية المساء.
إكسلانس..
كلمة “إكسلانس” كانت تعبر عن الفخامة والتقدير، وأصلها إنجليزي “excellence”، وتعني الامتياز أو الإتقان.
حاجة 13 خالص..
كانوا زمان يستخدموا جملة “دي حاجة 13 خالص” كأحد أبرز التعبيرات الشعبية للإعجاب بشخص أو موقف، خاصة في فترة الأربعينات..
يعني كانت تعبر عن انبهارهم وإعجابهم، واللي دلوقتي ممكن نقول مكانها “إيه الشياكة دي”، أو “دي حاجة حلوة جدًا”.
واللي شهر الجملة دي هو مسلسل “عمر أفندي” اللي اتكرر فيه الجملة دي أكتر من مرة وزينات بتقولها لعمر أفندي..
انت بقي بتحب فترة الطرابيش؟؟ و اتفرجت علي عمر أفندي ولا لسه ؟