اخر الاضافات

المركب غرقت يا قبطان!! صرخات السلام ٩٨..

كانت الدنيا هادية يوم الخميس 3 فبراير 2006، والناس...

 من الريف إلى قمة الفن العربي!

اسم مليان تاريخ..موسيقى.. وسحر.. مش مجرد مغنية، دي أسطورة...

أسرار تحت الأمواج!.. حوريات البحر..

يا ترى فكرت يوم إن الحكايات اللي بنسمعها عن...

الكونجرس الأمريكي يكشف حقيقة مثلث برمودا.. 

المكان اللى مش قادرين نوضح سرّه لحد دلوقتي.. واللى...

أهدى الحياة لآلاف القلوب!! مجدي يعقوب.. 

فيه ناس لما تقرأ عنهم أو تسمع عنهم، تحس...

بين الذكاء والطبيعة.. استكشاف حياة الغراب..

- Advertisement -

في عالم الطيور.. 

في طائر غريب دايمًا بيخلي الناس تتسائل وتستغرب..

- Advertisement -

الغراب.. الطائر الأسود اللي دايمًا بيتنقل بين الظلال والنور.. حواليه أسرار كتير لسه مافيش حد اكتشفها..

إيه اللي نعرفه عن الطائر ده اللي في بعض الثقافات يعتبر رمز للحكمة..

وفي ثقافات تانية بيكون نذير شؤم؟..

- Advertisement -

وليه وجوده لسه محير لعلماء كتير رغم إنه دايمًا حوالينا؟ تعالوا نغوص مع بعض في عالم الغراب..

ونكشف الأسرار اللي ممكن تكون مخفية بين جناحيه..

حياة الغراب.. 

الغربان مش بس طيور ذكية.. لكن عندها عادات وتقاليد خاصة بيها بتخليها تختلف عن باقي الطيور..

واحدة من أشهر السلوكيات اللي اكتشفها العلماء هي طريقة تعاملها مع موتاها..

في بعض الثقافات، يقال إن الغراب هو اللي علم الإنسان مفهوم الدفن..

- Advertisement -

لما تم رصد سلوك الغربان في التعامل مع رفقائها الميتين، اكتشفوا إنهم بيحفروا حفرة صغيرة ويحطوا فيها الجثة، أحيانًا بترتيب معين وكأنهم بيؤدوا طقوس دفن..

من هنا.. فُرضت فرضيات إن الإنسان قد يكون تعلم بعض المفاهيم المرتبطة بالموت والدفن من سلوك الغربان من أيام قابيل وهابيل..

العادات دي مش مجرد تصرفات عشوائية، لكنها جزء من أسلوب حياة معقد للغراب يشمل الحذر، والتواصل الجماعي، وتكريم الأفراد المفقودين.. 

الغراب ده مش طائر عادي، ده طائر ليه طقوسه الخاصة اللي بتدل على فطنته وذكاءه الفائق، وده بيفصله عن باقي الطيور بشكل كبير.”

الغراب بيجمع باقي الغربان حواليه لما يموت واحد منهم، والسبب ورا ده حاجة غريبة فعلاً..

الغربان معروفة بتصرفاتها العجيبة لما تشوف طيور ميتة من نفس نوعها، بتقف حواليها وبتصرخ بصوت عالي..

فيه ناس كتير فكروا إن ده جزء من طقوس جنازة بتعملها الغربان.. لكن الحقيقة كانت لسه لغز للعلماء..

ومفيش عندهم دلائل كتير يقدروا يعتمدوا عليها، غير إنهم سمعوا عن سلوكيات زي دي من الناس..

فريق من الباحثين قرروا يدرسوا سبب تصرف الغربان بالطريقة دي حول الطيور الميتة من نفس نوعها..

عشان يعرفوا الحقيقة، الفريق عمل تجربة جديدة ومختلفة.. وكانوا استفادوا من حقيقة معروفة عن الغربان، وهي إنها بتتذكر شكل اللي بيشكل تهديد ليها، وده كان اتثبت في تجربة قديمة قبل كده..

دراسة حول الغربان..

تمت مجموعة من الدراسات بقيادة “جون مارزلوف” من جامعة واشنطن في سياتل، أمريكا..

الدراسات دي كشفت إن الغربان بتتذكر الشخص اللي بيشكل خطر ليها..

وبعد كده.. بتعلم الغربان التانية على الشخص ده، وبتبدأ تعنّفه بصوت عالي..

يعني بمجرد ما تشوف أي غراب وجه الشخص ده، بيبدأوا كلهم يصرخوا ويزعقوا، وده ممكن يستمر لسنين طويلة بعد كده..

وعشان يتجنبوا أي مشاكل مع الغربان في الواقع.. استخدموا في التجربة وجه غير حقيقي..

كان مجرد قناع جلدي شبيه بالوجه الحقيقي للشخص اللي شارك في التجربة..

باستخدام قناع مشابه، دخل الباحثين شخص لوحده في مكان بتتوقع فيه الغربان إنها هتاخد أكل لذيذ من الشخص ده، وكان اسمه “كايلي سويفت”، وهي كمان من جامعة واشنطن..

الغراب مثال الشر..

عشان كده، كانت “سويفت” بتقوم بدور الشخص الطيب اللي بيجيب الأكل للغربان.. أما الشخص التاني اللي كان لابس قناع مختلف، فكان بيقوم بدور الشخص الشرير..

الراجل ده دخل المكان وهو ماسك غراب ميت في إيديه، وقعد في مكانه حوالي نص ساعة.

“سويفت” قالت: “كنت دايمًا الشخص اللطيف اللي بيقدم لهم الأكل، وكان ده حلو لأنني مكنتش خليت لي أعداء وسط الغربان. كنت بحط الأكل برا البيت، وبعد شوية يظهر الشخص التاني.”

وأضافت: “هو كان ماسك غراب ميت، بس مش بطريقة عنيفة ولا كأنه بيعيد تمثيل مشهد موت.. كان بس ماسكه كأنه بيشيله عشان يرميه في الزبالة، وإيده ممدودة كأنها ماسكة طبق مقبلات.”

في أول يوم ظهر فيه الشخص اللي كان لابس القناع، الغربان قاطعوا تمامًا الأكل اللي “سويفت” حطته برا البيت..

بدل كده، اتجمعت الغربان وبدأت تتصرف بعنف، وكأنهم بيهددوا حيوانات مفترسة. الباحثين قالوا إن التصرف العنيف ده ممكن يكون له أكتر من غرض، زي “معاقبة المفترس، أو إثبات الهيمنة، أو تعليم المجموعة عن الشخص أو المكان اللي بيشكل خطر.”

ولو تم وضع صقر جنب الغراب الميت، الغربان كانت بتتجنب الأكل أكتر.. وده بيدل إنهم كانوا شايفين إن الصقر هو مصدر الخطر..

لما رجع الشخص اللي كان لابس القناع في اليوم التاني، من غير ما يكون ماسك غراب ميت، لسه الغربان بتتجنب الأكل اللي كانت “سويفت” حطاهولهم..

النتايج دي بتبين إن الغربان هتتجنب مكان أو حاجة بتشكل خطر على حياتها.. الطيور دي فاهمة يعني إيه موت، وعارفة تخاف منه..

“سويفت” وضحت وقالت: “التجربة بتوضح إن الغربان بتشوف الموت، على الأقل جزئيًا، كـ ‘لحظة قابلة للتعلم’ عشان تستفيد منها.. الموت بالنسبة لهم بيبقى علامة على الخطر، والخطر ده لازم يتجنبوه.”

الخوف من الموت ده بيستمر معاهم.. وحتى بعد ستة أسابيع، أكتر من تلت الأزواج من 65 زوج غراب لسه بيستجيبوا بنفس الطريقة..

الدراسة دي، اللي نُشرت في مجلة “سلوك الحيوان”، كانت جزء من سلسلة أبحاث بتحاول تفهم أكتر عن رد فعل الحيوانات لما تشوف موت أحد أفرادها. الباحثين اكتشفوا إن طيور القيق، اللي هي من نفس عائلة الغربان، بتعمل حاجة شبه “جنازة” لما تشوف واحد من أفرادها ميت..

الاكتشافات دي بتسلط الضوء على أهمية ذاكرة الغربان في التعلم وتخزين تفاصيل وجوه البشر. دي مهارة بتساعدهم يميزوا الناس اللي بيشكلوا خطر على حياتهم من بين باقي الناس اللي مش بيشكلوا تهديد..

“سويفت” قالت لـ “بي بي سي إيرث”: “الدراسة دي مثال تاني على إزاي الغربان تطورت علشان تقدر تعيش وتتكيف معانا بشكل ناجح.”

وأضافت: “الغربان قادرة على حفظ ملامح وجوهنا، وده بيحصل في ظروف مختلفة ومتنوعه بشكل مذهل، حتى لما نكون بنظهر ليهم كأشخاص ممكن نؤذيهم من خلال تصرفاتنا تجاه موتاهم.”

النهاردة، الغربان بقت آخر الحيوانات في مجموعة صغيرة قادرة على التعرف على الطيور الميتة من نفس نوعها، ويمكن حتى تقيم لها نوع من الحداد..

كمان معروف عن الفيلة والزرافات وقرود الشمبانزي وعدد من طيور فصيلة الغرابيات إنهم بيقعدوا قريب من أفرادهم الميتة فترة بعد موتهم..

في النهاية.. الغراب بيفضل طائر غامض وجذاب، مش بس عشان ذكائه، لكن كمان بسبب سلوكياته المعقدة اللي دايمًا بتثير التساؤلات..

من تعلم الإنسان لطقوس الدفن لقدرته على تمييز الخطر والتعامل معاه بطرق مميزة، الغراب بيأكد إنه مش طائر عادي..

ومع كل اكتشاف جديد عن حياته، بنكتشف إنه أكتر من مجرد طائر، ده كائن عنده أسرار وحكمة كبيرة..

لكن، هل ممكن الغراب يكون مصدر إلهام للبشر في فهم أعمق للحياة والموت؟ وإيه هي الأسرار التانية اللي لسه مخبّياها بين جناحيه؟

- Advertisement -

مقالات تانية