تطور الإنسان من أكتر الحاجات اللي بتشغل بال الناس دايمًا وعلى مر الزمان..
نظريات كتير طلعت عن أصل الإنسان.. وازاي اتطور مع الوقت..
بس كان كله كوم ونظرية داروين دي كوم تاني.. !!
الإنسان أصله قرد.. !
على عكس الفكرة المنتشرة..
البشر الموجودين في الوقت الحالي مش جايين مباشرة من القرود اللي نعرفها النهارده..
الإنسان العاقل.. اللي معروف باسم “هومو سابينس”..
مش طالع من القرود الحية دلوقتي..
بس احنا كلنا أصولنا بتنحدر من أسلاف مشتركة..
المسار اللي سلكه تطور البشر ابتعد عن مسار تطور الشمبانزي والغوريلا من حوالي ستة مليون سنة..
عشان كده..
القرود تعتبر أبناء عمومة بعيدين لنا من زمان، مش أسلاف مشتركة في العصور الحديثة، رغم إن الحمض النووي بينا وبينهم متشابه بنسبة 90%..
حوالي 43% من أجسامنا بالضبط.. مكونة من خلايا بشرية..
أما الباقي فهو خليط من البكتيريا والفيروسات والفطريات..
اللي بتتجمع مع بعضها عشان تشكل “الميكروبيوم” الخاص بينا (يعني الميكروبات اللي عايشة مع أجسامنا)..
ويعتقد إن الميكروبيوم ده مكون مختلف من نوعه من شخص للتاني، زي بصمات الأصابع..
وله دور مهم في كتير من العمليات الحيوية اللي الجسم بيقوم بيها، زي الهضم والمناعة..
تشارلز داروين معروف بنظريته عن التطور اللي قدمها في كتابه “عن أصل الأنواع”..
لكن عنده كمان أفكار تانية عن البشر، واللي مكانش عنده عليها دليل قوي..
في كتاب تاني بعده كتب إن صفات زي الذكاء وحاسة الشم بتختلف في قوتها بين الأعراق المختلفة..
وكمان اعتقد إن “متوسط القدرات الذهنية عند الرجال أعلى من النساء”..
وكل الآراء دي ماتثبتش صحتها أبدًا..
بقايا التطور ..
التطور ممكن يكون عملية بطيئة، و أحيانًا بتظل الصفات في الأنواع على مدار أجيال حتى لو مش محتاجينها..
المظاهر دي ممكن نلاحظها في البشر..
مثلاً، بيعتقد إن الأمعاء الغليظة كان لها دور في عملية الهضم عند أسلافنا زمان..
لكن دلوقتي مش بتؤدي نفس الوظيفة في أجسامنا..
وكمان أسلافنا كانوا محتاجين ضرس العقل عشان يقدروا يمضغوا أكلهم الغني بالألياف..
لكن دلوقتي بقى مالوش مكان في الفم لأن الفك بقى أصغر بسبب اعتمادنا على الأطعمة الطرية..
لكن بعض الأعضاء بتتغير وظيفتها، زي عظمة العصعص اللي كانت بتساعد في حفظ التوازن.. لكن دلوقتي بقت نقطة ارتكاز للعضلات..
لما كان أسلافنا اللي كان شعرهم يغطي جسمهم كله يحسوا بالبرد، كانت أجسامهم تتفاعل بانقباض العضلات تحت بصيلات الشعر..
فالشعيرات بتقوم و تقف عشان تحتفظ بمزيد من الهواء و تخلي جسمهم دافي..
وما زال جسم الإنسان بيعمل نفس رد الفعل ده..
لكن دلوقتي مش له أي وظيفة غير إنه يذكرنا بضرورة لبس معطف، زي التفكير في الحاجات اللي بتدينا دفء..
غثيان الحمل ممكن يكون مزعج في رحلة تطور الإنسان، لكنه ممكن يكون حيلة ذكية الجسم اكتسبها للتعامل مع الحمل..
خصوصًا إنه بيمنع المرأة الحامل من تناول أطعمة معينة..
وفي الوقت اللي بقينا ناكل فيه اللحوم والبيض بأمان بفضل تكنولوجيا التبريد اليوم..
كان البشر الأوائل عرضة لخطر التسمم بالأطعمة دي في مراحل الحمل الأولى بشكل كبير..
يعتقد الباحثون دلوقتي إن تطوير رد الفعل الوقائي القوي ده تجاه أنواع معينة من الأكل بيحمي الجنين من كتير من الأمراض في مراحل تطوره الأولى..
أصول البشر
قصة أصول البشر بتتغير مع كل اكتشاف جديد..
في 2017.. زاد تاريخ البشرية حوالي مئة ألف سنة بعد اكتشاف أقدم جمجمة بشرية في المغرب..
واللي تاريخها أقدم من الجمجمة اللي اتكتشفت قبل كده في إثيوبيا .. واللي كان عمرها 195 ألف سنة..
والظاهر دلوقتي إنه مفيش “مهد” واحد لتطور البشرية، ومن المحتمل إن البشر الأوائل تطوروا في أماكن مختلفة في أفريقيا في نفس الوقت..
ولسه فيه كتير محتاجين نكتشفه ونتعلمه في الموضوع ده..
التطور مستمر..
احنا لسه بنستمر في التكيف مع العالم اللي حوالينا، والعلماء دلوقتي قادرين يتتبعوا التطور المستمر في الجينات البشرية..
على سبيل المثال، الجين الخاص بتقبل الجسم لسكر اللاكتوز الموجود في الحليب ومنتجات الألبان انتشر بشكل كبير بين البريطانيين خلال المئة سنة الأخيرة، يعني من حوالي مئتي عام، وده سمح لكثير من البريطانيين بشرب حليب الأبقار..
ومن المحتمل إن أجسامنا هتستمر في التطور مع التغيرات اللي بتحصل في نمط حياتنا..
هل كان داروين ملحد؟
داروين ماكانش ملحد زي ما كتير من الناس بيعتقدوا..
و زي ما ذكر في مقدمة كتابه الشهير عن نظريته، “أصل الأنواع”، كان مؤمن بوجود خالق للحياة، لكنه كان بيحلل بشكل علمي المرحلة اللي بعد خلق الحياة..
ودي كانت بالنسبة له (يعني خلق وبداية الحياة) سر عميق..
فكان تركيز داروين على تطور الكائنات والأنواع في المرحلة بعد خلق الحياة، مش على بداية الحياة نفسها..
في النهاية ربنا كرم البني آدم فطبعًا فكرة أن الإنسان أصله قرد لا تمت للواقع بصلة..
انت بقى ايه رأيك وشايف ان الإنسان كان أصله إيه بعيدًا عن فكرة القرد ؟؟