أهدى الحياة لآلاف القلوب!! مجدي يعقوب.. 

فيه ناس لما تقرأ عنهم أو تسمع عنهم، تحس إنهم مش مجرد أشخاص عاديين..

دول ناس ربنا اختارهم عشان يغيروا الدنيا بعملهم و علمهم.. الدكتور مجدي يعقوب هو واحد من الشخصيات دي اللي لو حاولت تكتب عنها كتاب، مش هتقدر توفيه حقه..

مش بس لأنه جراح قلب عالمي.. لكن كمان لأنه رمز للعطاء..

من بلبيس في مصر لقلب بريطانيا..

مشوار مليان نجاحات غيرت حياة ملايين الناس في كل مكان..

و النهاردة هنتعرف على قصة حياته المليئة بالتحديات والإنجازات، واللي مش بس جعلته “ملك القلوب” بل كمان رمز للأمل والتغيير في عالم الطب..

بداية مجدي يعقوب.. 

الدكتور مجدي يعقوب اتولد في 16 نوفمبر 1935 في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية..

كان من عيلة قبطية أرثوذكسية، وأصولهم من المنيا.. دخل كلية الطب في جامعة القاهرة، وبعد كده سافر يدرس في شيكاغو.. 

ومن بعدها سافر لبريطانيا في 1962 علشان يشتغل في مستشفى الصدر في لندن.. ومن هنا بدأت رحلة عظيمة..

الراجل ده من سنة 1969 كان شغال أخصائي جراحة قلب ورئة في مستشفى هارفيلد، وكان من سنة 1992 مدير قسم الأبحاث والتعليم في المستشفى دي..

ومن 1986 بقى أستاذ في المعهد القومي للقلب والرئة.. كان دايمًا مهتم بتطوير تقنيات جراحة نقل القلب، ومن سنة 1967 وهو بيشتغل على الموضوع ده..

أشهر إنجازات مجدي يعقوب..

أكتر عملية نقل قلب مشهورة ليه كانت في 1980، لما عمل عملية نقل قلب لراجل اسمه دريك موريس، واللي فضل عايش بالقلب ده لحد ما مات في 2005..

كان أطول شخص في أوروبا عايش بقلب منقول!

في بريطانيا، محدش ممكن ينسى العمليات اللي عملها لمجموعة من المشاهير، منهم الكوميديان البريطاني إريك موركامب..

علشان كده الملكة إليزابيث الثانية منحت له لقب فارس في 1992، ومن ساعتها وهو معروف في الإعلام البريطاني بلقب “ملك القلوب”..

 الدكتور مجدي يعقوب مكنش بس جراح شاطر، لأ ده كان ليه دور كبير كمان في البحث العلمي..

هو اشتغل على تطوير تقنيات جديدة في زراعة الأعضاء وعلاج أمراض القلب..

مثلاً، كان ليه دور مهم في تطوير صمامات قلب باستخدام الخلايا الجذعية، وده اكتشاف ممكن يحدث نقلة كبيرة في جراحة القلب في المستقبل..

لكن لما وصل لسن 65 سنة.. قرر الدكتور مجدي يعقوب يعتزل إجراء العمليات الجراحية، بس ما سابش المجال تمامًا، استمر كمستشار ومُنظّر لعمليات نقل الأعضاء..

لكن في 2006 رجع وقرر يعمل عملية معقدة جدًا..

كان لازم فيها يستأصل قلب مزروع في مريضة عشان يشيل القلب الطبيعي اللي كان المفروض يتشال في العملية السابقة..

غير شغله كجراح.. الدكتور يعقوب أسس جمعية اسمها “مجدي يعقوب لمرضى القلب” علشان تساعد الأطفال المصابين بأمراض قلب في الدول النامية.. 

الجمعية دي بتوفر علاج مجاني للأطفال وبتنشر الوعي عن أمراض القلب..

إلى جانب إنجازاته الطبية الكبيرة، حصل الدكتور مجدي يعقوب على ألقاب وأوسمة من جامعات مرموقة زي جامعة برونيل، وجامعة كارديف، وجامعة لوفبرا، وكمان حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية في لندن..

ومن كتر تكريمه، كمان حصل على كراس شرفية في جامعات في باكستان وإيطاليا..

مؤسسة مجدي يعقوب للقلب.. 

لكن أكتر حاجة مش هتتنسى هي عملية زرع القلب اللي عملها في 1983 لرجل إنجليزي اسمه جون مكافيرتي، اللي دخل موسوعة غينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول لغاية ما مات في 2016 بعد 33 سنة..

في 2007، الدكتور مجدي يعقوب حصل على جائزة “فخر بريطانيا” تقديرًا لمساهمته في مجال الطب، وخصوصًا عمليات القلب، وكان الحفل ده من أحلى اللحظات في حياته لما تسلم الجائزة قدام كل الناس اللي أنقذ حياتهم..

في 2014، حصل على وسام الاستحقاق البريطاني من الملكة إليزابيث، وفي 2011 حصل على “قلادة النيل العظمى” من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تكريمًا لمجهوداته العظيمة في مجال جراحة القلب..

الدكتور مجدي يعقوب كان دايمًا حريص على إنه يعّلم الأطباء الجدد.. 

كان بيشارك في دورات تدريبية وورش تعليمية في بريطانيا وحوالين العالم علشان ينقل علمه وخبراته للأطباء الشباب..

واللي مش ناسينه كمان هو الفريق الطبي بقيادته اللي نجح في تطوير صمام قلب باستخدام الخلايا الجذعية، وكان ده اكتشاف ثوري هيسمح في المستقبل بزراعة قلب كامل باستخدام نفس الطريقة دي..

لكن أهم حاجة إن الدكتور مجدي يعقوب دايمًا بيرجع مصر، وفي كل مرة بيساعد في إجراء عمليات قلب مفتوح بالمجان.. خصوصًا في مركز عمليات القلب اللي أسسه في أسوان عام 2009..

وكمان تم بناء تمثال ليه في أسوان وآخر في بلبيس تقديرًا لمجهوده العظيم..

لن ننسى .. 

باختصار، الدكتور مجدي يعقوب مش بس جراح قلب، ده بقى رمز للتفاني والعطاء، وعمره ما وقف عن المساهمة في تطوير الطب..

وفي النهاية.. لو فكرنا في حياة الدكتور مجدي يعقوب، هنعرف إن الإنسان ممكن يحقق المستحيل لما يكون عنده حلم ويشتغل عليه بكل تفاني..

هو مش بس أنقذ قلوب الناس، لكن كمان علمنا إزاي نكون أقوى وأفضل في كل حاجة بنعملها..

فهل ممكن لينا نتعلم من قصته ونساهم بدورنا في تغيير حياة الآخرين؟